fbpx

إيران؛ أفسدت بريق القضية الفلسطينية

شغلت عهد التميمي مواقع التواصل الاجتماعية الفلسطينية في الأيام الماضية، لكن ذلك لم يكن استمراراً للتضامن الشعبي معها، بعد الحكم الذي قضته في السجن إثر صفعها لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي. فالجديد في حكاية عهد، جاء استغلالاً واضحاً لطفولتها، ولحكاية هذه الطفلة التي انتشرت لها فيديوهات في مواجهة الجنود الإسرائيليين تعود إلى سنوات خلت، عندما كانت (عهد) لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها. جديد عهد التميمي هو رسالة تلفزيونية قامت جهات يسارية فلسطينية تعود تحديداً إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتصويرها. ورسالة عهد كانت تحية إلى زعيم مليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وهو ما استدعى حالة الغضب الشديدة في الأوساط الفلسطينية، خصوصاً تلك التي عانت على أيدي مليشيا حزب الله في سوريا. الحكاية الثانية كانت قبل رسالة عهد التميمي، كانت تلك رسالة مجموعة من الأطفال الصغار في غزة، قامت إحدى الجهات بتصويرهم قرب الشريط الشائك وهم يرسلون التحيات إلى قاسم سليماني، ثم تلا ذلك الصوت الأكبر في غزة، وهو الزعيم الحمساوي (يحيى السنور) الذي وجه رسالة إلى قاسم سليماني، ورسائل عدة إلى حزب الله، ورسالة ثالثة تعهد فيها بعودة حماس إلى مربع نظام الأسد في المستقبل. وأما الحكاية التالية فهي قصة حركة الصابرين، وهي المنظمة التي انشقت عن حركة الجهاد الإسلامي في غزة عام 2005، وتزعمها منذ ذلك الحين شخص يدعى هشام سالم، وهي المنظمة التي بدأت باصطياد العائلات المعدمة، من خلال المعونات التي تحصل عليها من جمعية إيرانية معروفة باسم جمعية الإمام الخميني، أو من خلال الإعانات المالية التي تبلغ 200 دولار للعائلة مقابل اعتناقهم المذهب الشيعي، وبالطبع هذه الجماعة باتت مسلحة، وتعمل تحت نظر حماس. باختصار من يقرأ الصورة بوضوح يشاهد أن إيران أمسكت بالحركات الإسلامية الفلسطينية، حماس والجهاد الإسلامي، وأمسكت باليسار الفلسطيني من خلال إخضاع اليسار الفلسطيني ممثلاً بفصيله الأكبر (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وصنعت تياراً شيعياً بقصد جعل الملف الفلسطيني كاملاً بين يديها، مع العلم أن فلسطين، لم يكن فيها عائلات شيعية قبل عام 2005 بتاتاً. أضف إلى ذلك أن إيران أمسكت بيد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي أصبح صوتاً مؤيداً لإيران، وكان عباس زكي قد التقى بشار الأسد عام 2014 في دمشق وأيضاً مع السفير الإيراني. اليد الإيرانية امتدت إلى كامل الساحة الفلسطينية الإسلامية والعلمانية وهي تمتد حتى للسيطرة على المشهد اليومي للمقاومة السلمية الفلسطينية، من خلال محاولة خطف عقول الأطفال وصغار الشباب، من أمثال عهد التميمي. ألا ترون كم أصبحت قضية فلسطين ضعيفة، وكم أصبح الفلسطينيون فرقاء، إنها إيران التي أفسدت بريق القضية الفلسطينية في أعين العرب. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى