fbpx

ما بين إعادة تأهيل النظام وبحث ملفي إدلب واللجنة الدستورية.. ما الذي حصده لافروف من جولته الخليجية؟

مرصد مينا – خاص أنهى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولته الخليجية عائداً إلى موسكو، بعد أن زار عواصم كل من (قطر والسعودية، والإمارات، والكويت) التقى فيها مسؤولين في هذه البلدان، طارحاً عدة ملفات على طاولة البحث ربما كان أبرزها – ظاهراً – الأزمة الخليجية، لكن يبدو ومن خلال التصريحات التي خرجت عن لقاءاته مع جميع المسؤولين الذين التقاهم خلال جولته وعلى رأسهم العاهل السعودي، أن الملف السوري كان حاز على الحصة الأكبر من مباحثات لافروف والخليجين، وما يحمل هذا الملف من تفريعات ولاسيما “مصير إدلب” و” اللجنة الدستورية و “عودة النظام للحضن العربي”. إعادة تأهيل النظام والجواب الخليجي أبرز التصريحات التي جاءت على لسان لافروف خلال جولته الخليجية، ما كان بعد لقائه نظيره السعودي عادل الجبير، حيث أشار لافروف إلى توصله إلى اتفاق مع السعودية حول سوريا حين أشار إلى ذلك بالقول: “وصلت موسكو والرياض إلى تفاهم بشأن جميع الموضوعات الرئيسية في الأزمة السورية”. في حين قال الجبير في المؤتمر الصحفي الذي تلا لقائه لافروف: إن “إعادة سوريا لمقعدها بالجامعة مرتبط بتطور العملية السياسية، وهذا لم يحدث ومن المبكر الحديث عنه، وهذه وجهة نظر الجامعة العربية”. وهذا ما يعكس الرغبة أو الطرح الروسي بإعادة النظام أو سوريا للحضن العربي من البوابة الخليجية التي وضع الجبير شروطها من خلال التصريح السابق. ويرى الباحث والدكتور محمود الحمزة، الخبير في الشأن الروسي في تصريح خاص لـ مينا أن “زيارة لافروف إلى عدد من دول الخليج والسعودية على وجه التحديد هو حثهم على المشاركة في إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين، وبالتالي ضرورة التعامل مع النظام السوري وربما طرح عودته إلى الجامعة العربية بمرحلة لاحقة، هذا أحد الأهداف بدون شك”. ويضيف: “بالنسبة للموقف الروسي والسعودي من سوريا، أنا أعتقد أنه منذ أن امتنعت روسيا عن التصويت بالفيتو على قرار التدخل العربي في اليمن و عدم مخالفته، كان هناك تفاهم سعودي – روسي بأن الوضع في سوريا سيحل بطريقة ما ترضى السعودية، والتعاون اللاحق بين السعودية ورسيا ولا سيما على مستوى تحديد أسعار النفط وبعض الصفقات الاستثمارية يفسر ذلك، وحتى عندما عُقد في السعودية مؤتمر هيئة التفاوض (الرياض 2) كان من بين الحضور ممثل عن روسيا، وتم زج منصتي موسكو والرياض القريبتان من روسيا في الهيئة، ولكن هذا يشير إلى اتفاق عام وليس في التفاصيل، وبكل الأحوال هذا التفاهم لن يكون مجاني ولا بد من مصالح للطرفين من ورائه”. ويتابع حمزة: “بالرغم من كل ذلك، لا أعتقد أن الروس والسعوديين الآن اتفقوا على عودة النظام إلى الجامعة العربية ولا إلى تأهيل النظام وهذا ما أعلنه الجبير وربطه بوجود تسوية سياسية، وكان هناك موقف أكثر صلابة في قطر خلال جولة لافروف حيال عودة العلاقات مع النظام، وكذلك الأمر في الكويت وبشكل خجول في الإمارات أيضاً، لكن كلهم ربطوا عودة النظام من خلال مباحثاتهم مع لافروف باتفاق البيت العربي على ذلك والتسوية السياسية، وبالتالي لم يحقق لافروف أي تقدم في هذا الإطار”. مسارات جديدة بعيدة عن إيران وحول إذا ما كان الروس يبحثون عن مسار جديد للحل بعيداً عن إيران من خلال طرقهم الأبواب الخليجية، يرى الحمزة أن “الروس لا يدخلون بنقاشات مع الخليج بخصوص إيران، وهذا ربما يعتبر من ثوابت السياسة الروسية، فالروس يعتبرون إيران دولة من دول المنطقة ويجب أن تكون جزء منة النظام الأمني الخليجي ويجب الحوار معها، ليس كما ينظر إليها الخليج ولاسيما السعودية والإمارات على أنها عدو، الروس لا ينظرون بهذا المنظور ولهم  وجهة نظر أخرى وتحالفهم معها في سوريا يشي بذلك، لكن من جهة أخرى وعند البدء بالعملية التي تلي انتهاء الحرب، ستطفو الخلافات على السطح، ولا سيما تلك المتعلقة في سوريا وليس الاستراتيجية منها التي تربط البلدين، وهذه الخلافات ستتوسع، وهنا ربما على دول الخليج تستطيع أن تلعب دور بتعميق الشرخ وإشعار روسيا بأنهم في جانبها بشرط إخراج إيران من سوريا، وأعتقد أن هذا اتفاق روسي – إسرائيلي أيضاً خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى موسكو، وبتصوري أن الروس سيبيعون إيران في سوريا، فهي انتهت بالنسبة لهم لكون الجميع يتفق على إخراجها ولاسيما أنهم يريدون أن يرضوا الأمريكان، فالعقوبات الأميركية أرهقت روسيا وأثقلت كاهلها”. معضلة إدلب والمنطقة الآمنة أما بالنسبة لمستقبل إدلب وموضعه على طاولة البحث، يرى الدكتور محمود الحمزة، أن “وضع إدلب لا يزال يراوح في مكانه وهو متعلق في تركيا بشكل رئيسي، وتركيا تربط إدلب بمصير المنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها، والمنطقة الآمنة متعلقة بالولايات المتحدة الأميركية، بمعنى أن هناك وضع معقد جداً حول مصير إدلب ولا يمكن فصله عن بقية المناطق في سوريا وأيضاً عن اللاعبين الإقليمين والدوليين”. ويضيف بهذا الخصوص: “لا يمكن حسم موضوع إدلب إلا إذا أعطى الأمريكان ضوء أخضر لتركيا بعمل ما (عسكري على الأغلب) لأن الروس بمفردهم لن يستطيعوا التدخل في إدلب عسكرياً، لا هم ولا النظام ولا إيران بوجود تركيا، فتركيا دولة قوية ولديها قوة مجابهة، وكنت أتوقع سابقاً أن تقوم تركيا بالاشتراك مع روسيا بعمليات عسكرية محدودة، لكن الآن ومع بسط (هيئة تحرير الشام) سيطرتها على الكثير من قرى ومدن إدلب يبدو أن الأمر قد تعقد وبات غير ممكن، لكن لا تزال هناك نقاشات على المستوى العسكري بين روسيا وتركيا لوضع حل لهذه المعضلة وأعتقد أن يخرجوا بصيغة محددة في أقرب وقت، فلا يمكن للروس والأتراك التفريط بالعلاقات فيما بينهم من أجل إدلب وهذا ما يعيه المسؤولون السياسيون أيضاً”. ما بين الحريري ولافروف وما يعزز تصدر الملف السوري -بتفرعاته المتعددة- مباحثات لافروف بمن التقاهم، لقائه أيضاً مع نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، في الرياض، حيث حضر اللقاء كل من نائب رئيس الهيئة جمال سليمان، ورئيس مكتب العلاقات الخارجية فيها بدر جاموس، وأمين السر صفوان عكاشة وممثل المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو، والعضو في “منصة موسكو” علاء عرفات. وخلال اللقاء طالب لافروف المعارضة بالتسريع في تشكيل اللجنة الدستورية بالقول: “نقدر سعيكم لإيجاد حلول، ونعول على أن تساهموا مع غيركم من ممثلي المعارضة السورية في الإسراع بتشكيل اللجنة الدستورية”. وعن رأيه بما يحمله لافروف من طروحات للخليجين ربما ستؤثر على الملف السوري ربما يُحدث تحولاً أو مساراً جديداً من المباحثات ذات الصبغة الخليجية الروسية بعيداً عن تركيا وإيران؟ أشار الدكتور يحيى العريضي (المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات) في تصريح لـ “مرصد مينا” إلى أنه: “لا بد من أن يلَّوح بشكل خفي لإمكانية إزاحة إيران من الساحة السورية وأن يحل مكانها دول خليجية؛ الأمر الذي لم ينطلِ على معظم دول الخليج؛ فإيران والنظام أقرب لبعضهما البعض من الثعبان لسمه القاتل”. وأضاف: “مسارات المفاوضات بين الأيادي المتدخلة بالقضية السورية كثيرة ولكن لا ينفي واحدها الآخر؛ ولكن لا نتوقع مساراً روسيا – خليجيا بزخم كبير أو بديلاً للروسي- الإيراني رغم ما نسمع عن حصار إيران”. وعن طلب لافروف من المعارضة الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية، رغم أن روسيا والنظام، كانا من المعطلين لوقت طويل لتشكيل اللجنة، قال العريضي: “نعم طلب لافروف ذلك، واعتبرت الهيئة أن ذلك مردود على السيد لافروف فهم حماة النظام وهم الطرف القادر على سحب النظام الى القيام بما يجب”. الموقف الروسي المستقبلي والمعارضة وعن إمكانية أن يتحول الموقف الروسي إلى أكثر مرونة مع المعارضة بعد زيارة بشار الأخيرة إلى إيران، وهل يأتي لقاء لافروف بالحريري ضمن هذا الإطار؟ نوه العريضي إلى “أنه لا يميل إلى الاعتقاد أن يتغيّر الروس بين ليلة وضحاها. لا نريد نشتري الأوهام. نعرف أن الروس دمروا وقتلوا للحفاظ على نظام الاستبداد شراكة مع إيران؛ ولكن ظلوا في عالم القتل والتدمير دون أي جنى سياسي؛ ومن صالحهم ومصلحتهم أن ينفذوا إعلاناتهم”. وختم يحيى العريضي كلامه بالقول: “أن إدلب والشمال الشرقي من سوريا كان حاضراً على طاولة البحث بين لافروف والحريري، بما في ذلك الخرقات التي يرتكبها النظام بدعم إيراني من قصف بحق المدنيين في إدلب ومحيطها، وضرورة تدخل الرس للحفاظ على اتفاق سوتشي كونهم أحد الضامنين، والذي يحافظ على إدلب كمنطقة خفض تصعيد”. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى