fbpx

الأردن: الأقصى "خط أحمر".. ولن نساوم

في أول تعليق رسمي من المملكة الأردنية الهاشمية حول المطالب الإسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة في الأقصى أسوة بالمسلمين، استنكرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، ما حملته تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي “جلعاد إردان” فيما يخص قضية القدس الشريف.

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية “سفيان قضاة”، حذر من أي محاولة للمساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني والتبعات الخطيرة لمدينة القدس، عبر من خلاله بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، عن رفض المملكة الشديد، لتصريحات “جلعاد إردان”.

وطالب الدبلوماسي الأردني، السلطات الإسرائيلية، بـ”الوقف الفوري” لجميع المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى الشريف.

كما نوه الناطق الرسمي للخارجية الأردنية، إلى أن الوزارة أرسلت مذكرة احتجاج رسمية، على ما جاء في تصريحات وزير الأمن الاسرائيلي “جلعاد إردان”، وذلك من خلال القنوات الدبلوماسية للأردن.

إلى ذلك أشار “سفيان قضاة” بأن إسرائيل، “إنما هي قوة استيطانية قائمة بفعل الاحتلال، بموجب القانونين الدولي والدولي الإنساني، ويجب أن تلتزم بالاحترام الكامل والصريح للوضع الحالي في المدينة.

احتجاج رسمي

وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية فإن: “الخارجية الأردنية تقدمت باحتجاج رسمي، حول تصريحات وزير الأمن الداخلي “جلعاد إردان” بشأن الوضع القائم بالقدس”.

وزير الداخلية الإسرائيلي “جلعاد أردان” صرح لـ”إذاعة90″ العبرية أنه “يجب تغيير الوضع القائم في الأقصى، حتى يتمكن اليهود من الصلاة فيه، كما يفعل المسلمون، وذلك بعد التوتر الأخير الذي شهد المسجد في أول أيام العيد.

قال إردان: “أعتقد أنه هناك ظلم بالوضع القائم منذ العام 67، ويجب العمل على تغييره بحيث يتاح لليهود مستقبلًا أداء الصلوات في رحاب جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وهو أقدس المواقع للشعب اليهودي، كما أنه ثالث أهم موقع للمسلمين”.

وتابع “يجب التوصل لحالة يتمكن فيها اليهود من أداء الشرائع “التلمودية” والصلوات بشكل فردي أو جماعي في موقع مفتوح أو مكان مغلق “أي داخل مبنى” في الأقصى”.

أضاف أردان أيضا، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، أن “صلاة اليهود يجب أن تسمح فردية أو جماعية، سواء في مكان مفتوح أو مغلق”.

“إردان” تعهّد بمواصلة العمل “لتعزيز السيادة الاسرائيلية في الأقصى بقوله: ” سأستمر بتعزيز سيادة إسرائيل على الأقصى كما فعلت في السنوات الأربع الأخيرة”.

محاكمة

وفي هذا الصدد طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بمحاكمة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي “جلعاد اردان”، بعد دعوته إلى تبديل الوضع القائم في المسجد الأقصى، بهدف تمكين اليهود من أداء الصلاة فيه، كما أن الوزارة الفلسطينية، دعت جميع الجهات العربية والإسلامية، التي يهمها مصلحة القدس والسلام فيه، لتحمل مسؤولياتها فيما يخص أمن الأقصى، ودعت إلى ضرورة التحرك الفوري، والوقوف في صف السكان المقدسيين، الذين يحملون أعباء مواجهة عمليات تهويد القدس بمفرهم.

النائب احمد الطيبي رئيس “العربية للتغيير” عقب على تصريحات وزير الأمن الداخلي “إردان” بالقول “إن إردان يزايد و”يبق الحصوة”، ويهدد مطالبا بالسماح بصلاة اليهود في المسجد الأقصى فرادى وجماعات؛ هي ليست مجرد مزايدة انتخابية، فهذا موقفه منذ زمن”، كما أكد بأن مواقفه تكتسب خطورة وقوة نظراً لمنصبه الوزاري كما أنه المسؤول عن شرطة احتلال القدس الشريف.

طبيب أسنان فلسطيني، كتب على صفحته الشخصية على فيس بوك، ” إردان يسعى لإتاحة صلوات اليهود بالأقصى ويتعهد بتعزيز السيادة الاسرائيلية على المسجد الأقصى” إنه أمر خطير وغير مقبول.

ويذكر أن جماعات يهودية متطرفة دعت في وقت سابق إلى تقسيم المسجد الأقصى، وتخصيص أوقات لأداء الصلوات مناصفة بين المسلمين واليهود، وهو ما ترفضه دائرة الأوقاف الإسلامية بشدة، للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمسجد الأقصى المبارك.

كما سبق لمنظمة “الهيكل المزعوم” أن طلبت من رئيس الوزراء الإسرائيلي ” بنيامين نتنياهو”، بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى، في أعياد المسلمين “الفطر والأضحى”.

الأردن مكلف تاريخيا بحماية الأقصى

العاهل الأردني الملك “عبد الله الثاني” والرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، كانا وقعا على اتفاقية تمنح الأردن استعادة حق “الوصاية الشرعية والدفاع عن القدس الشريف وكامل المقدسات” الفلسطينية، والتي كان يتمتع بحق على الشؤون الدينية في القدس وفق ما نصت عليه اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994، أو ما يعرف بـ” اتفاقية وادي عربة”.

الجدير ذكره بأن الجهة التي تتولى الإشراف بشكل رسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، هي “دائرة أوقاف القدس”، حيث تتبع لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية، ذلك بموجب القانون الدولي، إلى ذلك تعد المملكة الأردنية، السلطة المحلية الأخيرة، التي تولت الإشراف على تلك المقدسات، قبل أن تحتل من قبل إسرائيل.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى