fbpx

قبل أن يحوّل اللبنانيون إلى رعايا لحزب الله

مرصد مينا

حبيب فيّاض، وهو أحد فقهاء حزب الله، يقولها على تلفزيزن الجديد: “إذا همس حسن نصر الله بأذن الإسرائيليين أن إسرائيل لا تعنيه، وأنه يتعهد بأن لا تعنيه، فستكون النتيجة أن تقوم إسرائيل بتعهيد لبنان، كامل لبنان لحزب الله ومعها ستعيد مزارع شبعا والأراضي المحتلة إلى لبنان”، وأضاف “سيكون اللبنانيون رعايا لحزب الله”.

كلام أبسط ما يقال فيه إهانة للبنانيين، هذا إذا لم يكن كلاماً بالغ العنجهية والاعتداد بقوّة ثبت أن حجمها لا يتعدى حدود إشغال إسرائيل، ومع مثل هذا الكلام ثمة رد بالغ السهولة:

ـ فليهمس حسن نصر الله للإسرائيليين، ومع همساته يستعيد أرضاً محتلة، وسيضاف إلى استعادتها تطويب لبنان لحزب الله بما يجعله دولة الولي الفقيه على المتوسط، و:

ـ سيكون اللبنانيون كل اللبنانيين رعايا لحزب الله.

فياض وسواه، وبالعنجهية البالغة، يشتغلون على إلغاء كل اللبنانيين، وتحت يافطة مواجهة إسرائيل، دون نسيان أنه هو الحزب الذي عطّل اللبنانيين عن مواجهة إسرائيل بدءاً باحتكار ما أسماه المقاومة، وكان للبنان بدءاً من نهاية سبعينيات القرن الفائت السبق في تلك المواجهة، هذا اولاً وقبل أن يولد حزب الله.

أما عن ثانياً، فبعد أن كبّل حزب الله مجموع المقاومات اللبنانية واحتكر الجنوب، ألغى الجيش وحوّله من جيش حامي إلى “درك” و “شرطة مرور”، متجاوزاً المناقبية العسكرية للجيش اللبناني وهو جيش احترافي وله ما للجيوش الأخرى من القدرة على المواجهة لحماية حدوده إذا انتزعت القيود من أيادي جنوده.

الأخطر في كلام حبيب وسواه من الناطقين باسم حزب الله، أنه يوطّد فكرة أنه هو الدولة، وهو الحل والربط، وهو صانع السلام إن شاء وهو صانع الحرب إن شاء، وهو صانع الجحيم في كل آن.

كلام كهذا أبسط ما يقال فيه أنه يحط من شأن اللبنانيين بكل قواهم وأحزابهم وشخصياتهم وتاريخهم، وتكرار مثل هذا الكلام سيقود إلى حرب أهلية إن كانت مؤجلة اليوم، فستكون حقيقة في الغد، وكليهما “المؤجل والممكن” برعاية إيرانية، وبقرار إيراني، واستكمالاً للمشروع الإيراني الذي اطلق “حماس” ومن ثم غسل يديه من حماس تاركاً غزة بين أنياب الجيش الإسرائيلي ليتحول “الطحين” إلى قاتل، ورغيف الخبز إلى وسيلة حرب وسط مجاعة تفتك بالغزاويين فيما الإيراني يشتغل على حصد المكاسب، دون نسيان هشاشة الإدارة الأمريكية وقد استسلمت للإيراني، مرة عبر تعهيده العراق، وثانية عبر إطلاق يده في اليمن ليغدو بوساطة الحوثي ملكاً للمرات البحرية والبحار، وفي كل الحالات، ليستفرد الإيراني بالمنطقة في حسابات لا تخلو من خدمة إسرائيل.

فقهاء حزب الله، يوجهون صبح مساء كل ما يمكن تسميته :

ـ إهانة اللبنانيين.

وستكون الإهانة مسترسلة، فمن امتلك السلاح امتلك الساح، غير أن السؤال اللاحق والمؤجل والذي قد يغدو شديد الحضور:

ـ ماذا لو قال اللبنانيون الآخرون:

ـ لبنان أولاً .

ومن بعدها استدعوا السلاح بمواجهة سلاح حزب الله؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى