أهلاً بـ لافروف.. أنقرة تبيع به وتشتري

كان كلامًا بالغ الغرابة لمن لايعرف تطلعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومما قاله الرجل:” إنّ تخلي النظام السوري عن إدلب يصبُّ بمصلحته في المقام الأول “فهو يواجه اليوم معضلة حقيقية، ولا يعلم أين سيذهب بالحشود التي تعيش فيها، بعد أن عزَّل سوريا زاوية زاوية واستمر بنقل المعارضة إليها وحشرهم فيها؛ فليتركهم عندنا، لأننا بجميع الأحوال لن نتزحزح من إدلب كما لم نفعل في الإسكندرون“.

وأضاف “إنَّ من شأن هذه الخطوة توفير ثمن الأسلحة والصواريخ وبنزين المعدات الثقيلة على سوريا وروسيا ومصاريف إقامة البنية التحتية وإعادة الإعمار، وإراحتهما من حملات المنظمات حقوق الإنسان والاجتماعات الطارئة في مجلس الأمن”.

وأوضح رجب أن الموافقة على عرضه عمل وطني “لإسهامه في حل أزمة اللاجئين عندنا، فتركيا لم تعد تتسع لهم، ولا خيار أمامهم سوى العودة حيث الظروف الصعبة المريرة، أما وإدلب بحوزتنا، يمكننا ترحيلهم إليها، فقد خبروا عاداتنا وتقاليدنا ولا حاجة لأن يتعودوا على عادات وتقاليد شعوب أخرى، إذ لن يشعروا بكثير من الاختلاف جراء جهودنا بتتريك المدينة”.

كان أردوغان قد أشار إلى أنّ هذا المقترح يأتي من من باب الاحترام “للمجتمع الدولي طبعاً، فالجميع يعلمون أنّ إدلب وسوريا والدول العربية كلها ملك تاريخي لأجدادنا العثمانيين، وحقنا فيها ثابت، وإن لم يستوعب النظام السوري هذه الحقيقة، سنضطر لعقد اتفاق مع روسيا وإيران وضم إدلب رغم أنفه”.

واليوم، هاهو لافروف في تركيا، وكل احاديث ما فوق الطاولة ليست هي الأحاديث التي يجدر بالوقوف عندها، اما ما يقع تحت الطاولة فهو المهم، ومن المهم:

ـ صفقة روسية تركية.

الروس، وتحديدًا فلاديمير بوتين متورط في الحرب الاوكرانية، ولن يضيف تركيا إلى خصومه، وبذلك فكل ماعليه لإرضاء أردوغان هو :”بيعه سوريا”.

والأتراك، لابد ويمسكون روسيا من يدها المكسورة، ويدها المكسورة هنا ستكون في سوريا لتكون المقايضة:

ـ هاتوا سوريا وخذوا أوكرانيا.

الوشوشات التركية الروسية، ستنذر بالكثير، وقد لايكون الأمر مفائجًا إذا ماحملت لنا الأيام المقبلة زحفًا تركيًا على الشمال السوري، لا بحدود ما يسمونه الأتراك بالمنطقة الآمنة، بل بما يتجاوز تلك المنطقة لرسم جغرافية جديدة، يتحقق فيها حلم أردوغان، ليضاف إلى اسكندرون “اسكندرونات” جديدة تحتلها تركيا، وذلك بـ :

ـ تواطؤ روسي.

وعجز النظام عن الخروج من حصنه في قصر المهاجرين، فيما القوات الأمريكية التي ماتزال تحمي “قسد” قد لاتتوانى عن بيع “قسد” مع بيع الحدود السورية للأتراك إرضاء لشريكها في الناتو، الشريك الذي مازال يلعب على كل الأطراف، مستثمرًا في كل الأطراف، ورابحًا حتى اللحظة.

رابحًا؟

قد يكون ذلك ولكن:

ـ بحمام من الدماء.