fbpx

معركة طرابلس تكشف عن عداوات بين ميليشيات العاصمة

أفادت تقارير إعلامية بأن خلافات كبيرة بين الميليشيات المسلحة بالعاصمة الليبية برزت داخل ساحات المعارك، ‏وكشفت عن حجم العداوات والانقسام الكبيرة فيما بين ميليشيات العاصمة، كما فضحت “التحالف المزيف” الذي ‏انخرطت فيه، لقتال الجيش ومنعه من انتزاع السيطرة على طرابلس‎.‎ وشهدت الساعات الأخيرة وقوع خلافات كبيرة بين ميليشيات مصراتة، بقيادة صلاح بادي قائد كتيبة “لواء الصمود”، ‏وميليشيات ثوار طرابلس، التي يقودها هيثم التاجوري. وبدأت تظهر شعارات في العاصمة مناهضة لتواجد ميليشيات ‏مدينة مصراتة في طرابلس‎.‎ من جهته، أكد الناشط الحقوقي والباحث السياسي الليبي، سراج التاورغي، في تصريحات صحفية أن هذه الميليشيات ‏التي توحدت تحت راية الدفاع عن طرابلس ومحاربة الجيش الليبي، “هي نفسها التي تتقاتل فيما بينها منذ سنوات داخل ‏العاصمة على السلطة والنفوذ وتشارك وتعمل في مجال الجريمة وتهريب البشر والوقود‎”.‎ وأشار التاورغي إلى أن “الجيش نجح في ضرب هذا التحالف المزعوم وأفقد المجموعات الثقة في بعضها البعض، ‏حيث انسحبت ميليشيات ثوار طرابلس من محاور القتال التي تواجدت فيها ميليشيا صلاح بادي‎”.‎ كما تحدث عن “التحالف غير المتجانس”، الذي تشكل بين الميليشيات المسلحة في طرابلس لمواجهة الجيش، بالنظر إلى ‏حجم العداوات بينها، الراجعة أساساً إما إلى خلافات شخصية بين قادة الميليشيات وأيديولوجية أو تنافس محموم على ‏السلطة والأرض والمصالح الاقتصادية بالعاصمة‎. ‎ولفت إلى أن المعركة التي يقودها الجيش هذه الأيام لتحرير طرابلس من الإرهاب “أجبرت الميليشيات على رص ‏صفوفها والاجتماع على رأي وهدف واحد فقط، وهو الدفاع بشراسة عن مناصبها ومناطق نفوذها والمحافظة على ‏ثرائها غير المشروع، لأنهم يعرفون أنه عندما يسيطر الجيش سيتم فرض القانون، وعندما يتم فرض القانون سيكون ‏مكانهم السجن، بالنظر إلى حجم الجرائم التي ارتكبوها في حق الليبيين‎”.‎ وخلال السنوات الماضية، تصدرت الخلافات بين الميليشيات المسلحة في مدن الغرب الليبي واجهة الأحداث في البلاد، ‏بعدما تطورت إلى مواجهات عسكرية مسلحة دامية لأسباب مختلفة، لكن أبرزها تدور في فلك السيطرة على هذه المنطقة ‏من أجل التكسب والمنفعة الشخصية‎.‎ وبرزت الخلافات أساساً بين الميليشيات المنحدرة من طرابلس والتي تقودها “قوات الردع وكتيبة ثوار طرابلس والأمن ‏المركزي” الداعمة لحكومة الوفاق، والميليشيات الخارجية، التي تعتبر دخيلة على العاصمة، وتتمثل بالأساس في ‏ميليشيات مدينة مصراتة، التي يوجد فيها تحالف لكتائب إسلامية أبرزها “ميليشيات الصمود” التي يقودها صلاح بادي ‏و”كتيبة الحلبوص” و”ميليشيات 166″ و”القوة المتحركة” و”القوة الثالثة” و”كتيبة شريخان”، وكذلك ميليشيات مدينة ‏الزنتان التي توجد بينها وبين ميليشيات مدينة مصراتة عداوة كبيرة، إلى جانب ميليشيات مدينتي الزاوية وصبراتة، اللتين ‏تنشطان أساساً في مجال تهريب المهاجرين والوقود‎.‎ وتشمل الخلافات ميليشيات العاصمة نفسها، خاصة بين مؤيدي حكومة الوفاق ومعارضيها، الذين يتشكلون من أتباع ‏مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني‎.‎ وفي الأشهر الأخيرة، حاولت حكومة الوفاق تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية بالعاصمة طرابلس، التي تستهدف إرساء الأمن ‏بقوة شرطة وأمن نظاميين، واحتواء الميليشيات المسلحة، إلا أنها فشلت في تطبيقها على أرض الواقع، بسبب الفوضى ‏التي تعيشها الميليشيات واختلاف توجهاتها ومصالحها‎.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى