جعجع ينضم علناً لرأي الحريري في تشكيل الحكومة
أبدت الأزمة اللبنانية انقساماً كبيراً في الرأي السياسي للطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، ما يعني أن مهمة تشكيل حكومة لبنانية جديدة، مرضية للشعب الثائر وللسياسيين، وقادرة على تلبية الموائمة بين الحاجة الشعبية والتنسيق السياسي أمر غاية في الصعوبة.
فبعد أن أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، والمسؤول عن تصريف أعمالها اليوم “سعد الحريري” أن حل الأزمة اللبنانية يكمن في تشكيل حكومة اختصاصيين فقط، مخالفاً لرأي رئيس الجمهورية “ميشيل عون”، والذي يطمح بتشكيل حكومة مختلطة من سياسيين واختصاصيين، انضم رئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” إلى حلفاء رأي الحريري، دون أن يعلن عن مساندة صريحة لحلف الحريري.
حيث أعلن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية اليوم السبت، رفضه تشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين، مؤكداً على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة.
وشرح “جعجع” موقفه قائلاً: “لا حل إلا بحكومة اختصاصيين، وهذا ما سيترجم بكل مواقفنا السياسية، وسنشارك بالاستشارات النيابية، والقرار النهائي بشأن التسمية سيتخذ باجتماع تكتل الجمهورية القوية”.
وكان المحتجون اللبنانيون قد طالبوا بتشكل حكومة مبنية على “الكفاءات”، وليس حكومة مبنية على المحاصصة السياسية، أو الانتماء الطائفي، ناسفين بذلك اتفاق الطائف، ما أثار حالة هلع بين السياسيين اللبنانيين.
وينص اتفاق الطائف الذي وقعت عليه الأطراف اللبنانية المتنازعة، والذي بموجبه انتهت الحرب الأهلية اللبنانية أواخر القرن الماضي، على توزيع الحقائب السياسية بين مكونات الشعب اللبناني، بنسب تتسق مع نسبة كل مكون في المجتمع اللبناني، وينص اتفاق الطائف على أن يكون رئيس الجمهورية اللبنانية مسيحي ماروني، ورئيس الوزراء مسلم سني، بينما يكون رئيس النواب من الطائفة الشيعية.
ويعارض ميشيل عون رئيس الجمهورية، ونبيه بري رئيس البرلمان، مطالب الشعب اللبناني بالاتفاق مع مليشيا حزب الله، لأن ذلك من شأنه أن يحرم الحزب من امتيازات كثيرة تغطي نشاطاته المشبوهة.
ويصر المتظاهرون على كون مليشيا “حزب الله” أحد المكونات المرفوضة في التشكيلة الحكومية الجديدة.