fbpx

تشاكان ضحية اغنية.. ماذا لو وصل إلى بوابة قصر أردوغان؟

أردوغان يندد بالاجراءات العنفية للرئيس الأمريكي رونالد ترامب التي اتخذها ردًا على تظاهرات مينيا بوليس؟!!..

سيكون الأمر مقبولا لو كان الاحتجاج قد جاء على لسان رئيس من طراز رئيس الأوروغواي، خوسيه موخيكا، ذاك الرجل الذي منح البشرية مثالاً عظيمًا بالزهد بالسلطة، غير أن (أردوغان) يقول هذا اليوم وقد اطلق حملة اعتقالات جديدة في صفوف الجيش تستهدف عسكريين يزعم ارتباطهم بحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن التي تتهمها حكومته بتدبير محاولة انقلاب ضده في 15 يوليو (تموز) 2016.

اليوم وقد اعتقلت قوات أمنه عددا من المشاركين في مظاهرة خرجت في إسطنبول لإحياء ذكرى ضحية من ضحايا احتجاجات جيزي بارك التي وقعت عام 2013.

اليوم وقد قتلت قوات امنهأحد الشباب الأكراد في أنقرة بسبب استماعه لأغنية تراثية كردية.

اليوم ومنذ محاولة الانقلاب وقد اعتقلت السلطات التركية أكثر من 180 ألفا من المدنيين كما فصلت عددا مماثلا من وظائفهم في مختلف مؤسسات الدولة وأجرت تحقيقات مع أكثر من 500 ألف شخص للاشتباه في وجود صلات مع حركة الخدمة، لتتسع الاعتقالات وتشمل سياسيين وصحافيين معارضين لإردوغان.

اليوم وقد اعتقلت قوات الأمن التركية 21 شخصا على الأقل من بين المشاركين في مظاهرة خرجت في إسطنبول مساء أول من أمس لإحياء ذكرى شاب قتل خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي خرجت في أنحاء البلاد قبل 7 سنوات المعروفة باحتجاجات حديقة “جيزي بارك”. حيث تجمع المتظاهرون أمام حديقة جيزي قرب ميدان تقسيم في إسطنبول، وكان أن أصيب الشاب أدهم صاري صولوك، 26 عاما، برصاصة في الرأس في الأول من يونيو (حزيران) عام 2013، ثم توفي في المستشفى بعد 14 يوما، وأدين شرطي بقتله. وفرقت الشرطة التركية بالقوة المشاركين في المظاهرة بدعوى أنها «غير قانونية»، وقالت إنها فرقت المظاهرة بعد أن رفضت المجموعة الاستجابة لنداءات الانصراف.

كل ذلك يدعو الرئيس أردوغان للاعتداد بديمقراطيته، فيما يحمّل الرئيس الأمريكي وزر العنف الذي يواجه به المتظاهرون في الولايات المتحدة، وهو عنف يقابل عنفًا، فيما الحالة التركية تقتصر على عنف السلطات ومن جانب واحد حتى باتت الأغنية خيانة تسوق صاحبها الى الموت، وهي حكايةتستحق أن تروى.

في مايو (أيار) 2013 تسبب مشروع لتطوير ميدان تقسيم تضمن إزالة جزء من حديقة «جيزي» التاريخية في مظاهرات ترفض المساس بالحديقة سرعان ما تحولت إلى احتجاجات شارك فيها الملايين في أنحاء تركيا لإدانة السلطات التي تزداد استبدادا، وعلى رأسها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت.

وكان صاري صولوك بين عشرات المحتجين الذين قتلوا وأصيب آلاف آخرون. ووصف إردوغان الاحتجاجات حينها بأنها «محاولة انقلاب» على حكمه ووصف المشاركين فيها بأنهم «حثالة» ومجموعة من المخربين الفوضويين.

في الوقت ذاته، أثار مقتل شاب كردي، طعنا بالسكين، قيل إنه بسبب استماعه إلى أغنية تراثية كردية، حالة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، وجرى وصف الحادث بأنه «جريمة كراهية ضد رجل كردي».

الحكاية تكررت ولكن هذه المرة مع الشاب باريش تشاكان (20 عاما) أول من أمس، وكان مقتله بسبب استماعه للموسيقى الكردية، وقال إنه تعرض للطعن بعدما دخل في شجار مع ثلاثة رجال كانوا يشغلون أغاني بصوت مرتفع في سيارتهم وقت الأذان، وإنه تم احتجاز المشتبه بهم.

تشاكان «تعرض للطعن في القلب بسبب الاستماع للموسيقى الكردية في أنقرة».

مقتل باريش تشاكان، لم يكن فريدًا وللسبب نفسه فقد سبق وقتلرجل وابنه لسبب مشابه في أواخر العام 2018، بولاية سكاريا غرب تركيا، حين قام أتراك بقتل الأب الكردي قدر ساكتشي وابنه برهان ساكتشي، فقط لأنهما تحدثا باللغة الكردية بعدما سألهما مهاجمون أتراك إن كانوا كردا أو سوريين، بعد سماعهم لغتهما غير التركية.

لم تكتف القوات التركية بقتل الرجل وابنه، فقد استبقت القتل بتلفيق شريط فيديو يظهر أن السبب وراء القتل هو “الآذان”، فتزاوج التزوير والقتل.

والحال كذلك، سيكون السؤال:

ـ ماذا لو تظاهر الأتراك في ساحاتهم الواسعة وأحرقوا المحال التجارية، وواجهوا بوليس النظام بالهراوات؟ وماذا لو وصل المتظاهرون إلى بوابة قصره كما الحال الذي واجه ترامب؟

أردوغان يندد بالرئيس ترامب؟.

كثير على الوقاحة أن تحتمل كل هذا الكم من الوقاحات.

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى