fbpx

الإيرانيون.. يقاتلون بلحم غيرهم

سيبقى السؤال وإلى أجل طويل:

نحو أي اتجاه يذهب الصراع الإيراني / الأمريكي في العراق، أو لنقل على العراق؟

مرة واحدة كانت السياسات الأمريكية تجاه العراق واضحة، كان ذلك أيام إدارة جورج بوش وقد استثمرت في العراق ما يقارب تريليون دولار ومئات الأرواح من الأمريكيين.

إدارة باراك أوباما تخلّت عن هذه السياسة، وسحبت قواتها من العراق، وحين عادت الولايات المتحدة إلى العراق في العام 2014، استند وجودها على سياسة ركّزت إلى حدّ كبير على محاربة تنظيم “داعش” وليس على العراق نفسه. 

تلك حقائق يذكرنا بها دولار علاء الدين الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي يتابع القول بأن السياسات الأمريكية اللاحقة كانت قد ركزت على محاربة داعش متناسية ما لإيران من مخاطر ترتبها على العراق، وها نحن اليوم في زمن إدارة رونالد ترامب، وقد أعاد السياسات الأمريكية في العراق على التمركز إزاء إيران، 

وقد انسحب الرئيس ترامب من “خطة العمل الشاملة المشتركة” وحضّ على إجراء مفاوضات جديدة مع إيران ترمي إلى إثباط طموحات إيران النووية بشكل دائم وتغيير سلوكها التوسعي في الشرق الأوسط وفتح أبوابها أمام الشركات الأمريكية. 

وقد أثبتت إدارة ترامب على نحو متزايد استعدادها لاستعمال الجيش الأمريكي والقدرة المالية للقوى العالمية من أجل جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات وتعزيز موقفها التفاوضي. غير أن سياسة الولايات المتحدة داخل العراق فشلت، خارج إطار أهدافها الإقليمية الأكبر، في شقّ مسار خاص بها.

فشلت!!

هذا التعبير الصريح يصل دولار إلى خلاصاته، غير أنه بالمقابل، سيعترف الباحث الأمريكي بأن إيران انتهجت سياسة واضحة إزاء العراق طوال الفترة التي شهدت فيها السياسة الأمريكية تقلبات. فإيران تعرف تماماً ما الذي تريده في العراق وقد نجحت في الحصول على مبتغاها.

ويُعزى هذا الوضوح جزئياً إلى الحاجة؛ فالقادة الإيرانيون يعتبرون العراق مهماً جداً لأمنهم القومي وبقاء نظامهم، حيث يتعاملون مع العلاقات الثنائية كما لو أن العراق امتداد وثيق وطبیعي لبلدهم. كما تميل إيران إلى الاستفادة من الموارد البشرية والاقتصادية للعراق خلال مسعاها لتحقيق أهدافها المحلية. 

وهكذا استفادت إيران من كل أزمة في العراق، انطلاقًا من الحرب ضد “داعش” وصولًا إلى استفتاء إقليم كردستان العراق للحصول على الاستقلال، من أجل تسريع وتيرة هذا التقدّم. وقد أدّت القرارات التي اتخذها الطرفان إلى هذه اللحظة الحالية، حيث تُظهر إيران ثقة كبيرة بشأن موقفها التفاوضي القوي في ما يتعلق سواء بالمفاوضات أو الحروب المستقبلية. وإذا ما نجحت جهودها الحالية الرامية إلى ضمان الخروج الأمريكي من العراق، ستشعر إيران بمزيد من الثقة والأمان حتى. 

كل ذلك ويبقى السؤال الرئيس:

ماهي سيناريوهات للعام 2020؟

خلال الأيام الفائتة، اختبرت كل من إيران والولايات المتحدة مذاق الحرب الشاملة. وقد خرجت إيران بخسارة شبە مؤكدة أبرزها أنها فقدت جنرالاً يكاد يكون غیر قابل للتعویض (قاسم سليماني) ونظيره العراقي (أبو مهدي المهندس) وكذلك فقدت السيطرة على صواريخها المضادة للطائرات وفقدت الوحدة العاطفية التي كانت تأمل في تحقيقها بهذا الهجوم. ومن المرجح أن تكون الديناميكية الجديدة قد غيّرت حسابات القادة الإيرانيين وجعلتهم يفكرون بنقاط ضعفهم. 

الآن تعالوا نقرأ احتمالات 2020، ومن منظور المفكر الأمريكي إياه.

نظراً إلى التصعيد الحالي، من المرجح أن يكون العام 2020 عاماً حاسماً لمصالح كل من الولايات المتحدة وإيران في العراق وكذلك مواقف البلدين تجاه بعضهما البعض.

ويتمثل السيناريو الأكثر ترجيحاً في الحفاظ على “الوضع الراهن”، أي لا سلام ولكن لا حرب بعد؛ لا تصعيد ولا تخفيف من حدة التصعيد. غير أن الوضع الراهن يشبه بشكل متزايد حرب استنزاف خطرة. فالولايات المتحدة لا تظهر اهتماماً كبيراً في التخفيف من وطأة سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها، مع إبقائها جنودها في حالة تأهب.

علاوةً على ذلك، تشير الاحتجاجات المستمرة داخل إيران – وهي نتيجة غير مباشرة للتصعيد – إلى أن الوضع الراهن غير مستدام على نحو متزايد بالنسبة لإيران. كما أن دورة التصعيد الحالية قد تجاوزت حدود التعاطف الدولي المتبقي الذي كانت إيران لا تزال تحظى به.

وفي 2020، ستواصل إيران مساعيها الرامية إلى إخراج الجيوش الأمريكية، حيث ستمارس ضغوطًا سياسية متنامية إما من خلال الحكومة والبرلمان في العراق أو استفزازات عسكرية محدودة عبر وكلائها. قد تنجح في مسعاها هذا وتتسبب بردّ من الولايات المتحدة، على شكل تغريدة من الرئيس ترامب الذي يمكنه بسهولة الإعلان …

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى