fbpx

ماذا لو “خطب” الأسد في القمة القادمة؟

مرصد مينا

سيكون بوسع الرئيس السوري المشاركة في القمة العربية التي ستعقد في 19 أيار في السعودية، هذا صحيح ولكن ماذا لو شارك فعلاً واتخذ تلك الوضعية التي طالما اتخذها وهي لعب دور “ناظر المدرسة” الذي يلوّح بكلتا يديه للتلاميذ الذي شاء يوماً ما أن يصفهم بـ “أنصاف الرجال”؟

حدث ذلك فيما سبق، وفيما سيق كان في القمّة رجال وازنون بوزن الملك عبد الله وحسني مبارك وبتفليقة، واليوم ما الذي يمنعه وهو الرجل الذي لايميّز ما بين “المأثرة” و”الورطة” وسبق أن ورّط بلاده في كل الدمار ولن يتوانى عن الاستمرار في تدمير ما تبقى؟

قرار مجلس الجامعة العربية بعودته إلى الجامعة بالغ التعقيد وقراءته تستلزم الكثير من التدقيق، وأهم مافي قراءته أنه يكتب (أقلّه) نهاية لتفرّد بشار الأسد بالسلطة، هذا عداك عن حزمة من الشروط، أقلّها هو عاجز عن تلبيته، وأعظمها أنه يعني فيما يعنيه رحيله عن السلطة.. تلك هي القراءة الجدية للورق، غير أن ثمة من يقرأ الأمر على نحو آخر، وأغرب القراءات تلك التي قدّمتها “معاريف” الإسرائيلية، والتي هاجمت فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد اعتبرته “عراب عودة سوريا إلى الجامعة العربية” كما اعتبرته ” خلط كل الأوراق وأبقانا (تقصد إسرائيل)، مع كثير من المجاهيل”، ومع علاقة هزيلة بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو”.

“معاريف” تعدد ما أسمته (بلهجة استنكارية غاضبة) انجازات سعودية فـ “اقتربت السعودية من إيران؛ وتتحدث الآن مع “حزب الله” على انتخاب رئيس جديد في لبنان؛ وتقربت من سوريا وعملت على المصالحة بينها وبين باقي العالم العربي. مصر والأردن تجريان حواراً مع إيران، التي أكملت حصار إسرائيل من قبل “حزب الله” وحماس الإيرانيين في سوريا، و”الجهاد” [الإسلامي] في “المناطق” [الضفة الغربية]. طلبت السعودية من سوريا تقليص الوجود الإيراني على أراضيها”.

الأكثر غرابة فيما كتبته معاريف قولها “لكن دمشق ستقود الخط العنيد تجاهنا في الجامعة العربية. كيفما نظرنا إلى هذا، فالوضع الجديد المتشكل سيقلص قدرة إسرائيل على مواصلة الانخراط في المجال الشرق أوسطي. وعلينا في هذا الوضع أن نجلس لنفكر ونفحص التغييرات المتشكلة ونحدد سياسة تحافظ على مصالح إسرائيل في المنطقة.”

تلك خلاصات ما كتبته “معاريف” وبقلم إسحق ليفانون، دون أن تنظر ولو من بعيد إلى القيود التي أحاط بها قرار الجامعة كلتا يدي بشار الأسد.

بانتظار الـ 19 من الشهر الحالي، وبانتظار مشاركة بشار الأسد شخصياً في الاجتماع، ومع حضوره (إن حضر)، ربما سيكون له خطاباً لابد ويكون من طراز خطاباته السابقة.

.. مزيج من صلافة وغرور وإنكار، وبعدها:

ـ على الجامعة أن تنسحب منه بعد أن استعادته اليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى