fbpx

انتفاضات الغضب في بلوشستان.. قد تقترب

مرصد مينا

تختمر مناخات الانتفاضات في إيران أٌقلّه في مدن بلوشستان، وهي المدن التي تتحمل تعسف النظام مرتين، مرة في التمييز العنصري بالغ القسوة، وثانيهما “تعسف اللقمة” ما يعني جوع الناس، وهكذا يتراكم الغضب، وهو الغضب الذي ساق الناطق باسم قوات الحرس الثوري في بلوشستان  للقول بأن “الغضب المتراكم والطاقة المركزة هو الذي ينفجر ويتحرر في نقطة ما، ولا تقتصر القوة الدافعة التي تؤدي للانفجار والانتفاضة على الضغوط والقيود الاجتماعية وقضايا ثقافية وحسب، فهي اختناقات اقتصادية لانتفاضة ٢٠٢٢”.

أن يصدر كلاماً كهذا عن ناطق باسم الحرس الثوري فهذا يعني أن النيران باتت في الموقد، والاهم أن ما يمكن حدوثه ما بعد توقعه، يعني فيما يعنيه أن نظام الملالي بدأ يفقد السيطرة على احتمال تفجر الغضب الشعبي، وهو الامر الذي اظهرته وسائل إعلام حكومية أعطت للهواجس الأمنية ما يكفي إلى التنبؤ بانفجار الوضع مجدداً في إيران لتأتي ثورة الرغيف ما بعد ثورة صبايا إيران، فتستكمل الثانية الأولى فالناس الذين يجوعون لن يتوقفوا لأن المشاكل المعيشية تسحق كل شيء من الجذور.

في إشارة إلى اتساع الفجوة الطبقية وزيادة حدة الأزمة المعيشية علقت صحيفة جمهوري قائلة “لا تظنوا أن صبر الناس بلا نهاية” محذرة من  اليوم الذي ينهض فيه جيش الجياع، ومن قبل صحيفة جمهوري،  اشار خبراء ووسائل اعلام الى انه في حال نزول جيش الجياع إلى الشارع لن يتمكن أحد من مواجهته.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نقل عبر موقعه الالكتروني عن وحيد شقاقي الخبير الاقتصادي المحسوب على التيار الإصلاحي “نعيش فترة تضخم غير مسبوقة في تاريخ إيران، لم يسبق لنا أن شهدنا تضخماً مرتفعاً ومستمراً في تاريخ البلاد كما هو الحال اليوم”، مشيرا الى التحدي الكبير الذي تواجهه صناديق التقاعد، قضية المياه، وتآكل البنية التحتية، الامر الذي أعتبره سيولا جارفة، ستصل بسرعة، حتى لو كانت بعيدة في الوقت الحاضر.

الموقع إياه وتحت عنوان “انهيار اقتصادي، كارثة عامة، مجتمع متفجر، كتب ” الازمات الكبيرة كالبطالة وكارثة المياه والفروق الطبقية غير المسبوقة أنجاز حكومة صاحبة أسوأ سجل في الفساد الممنهج، نهبت أموال الوطن والثروات العامة أكثر من أربعة عقود، لتنفق المال المنهوب على أمن النظام وترويج التطرف”.

حال إيران كما لو أنه حال سوريا، فالمجاعة هنا والمجاعة هناك، والفساد هنا والفساد هناك، وتصدير العنف هنا وحاله كذلك هناك،  وليس صدفة أن يحدث هذا هنا كما يحدث هناك، فالنظام السوري بات مُشتَقاً من نظام الملالي، كل الفوارق أن إمام الموالي يرتدي العمامة، فيما يحلو لإمام النظام السوري ارتداء البرنيطة أما محتويات الجمجمة فواحدة.

كان علينا أن نضيف :

ـ بفارق الاوزان وعدد الأنياب ومتانتها.

حتماً أنياب نظام الملالي أمتن، غير أن للشارع صوته، إن لم يكن اليوم فقد يكون في الغد.

إيران تعطش وتجوع، هل ثمة مفارقة اكبر من هكذا مفارقة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى