fbpx
أخر الأخبار

الصفقة و .. دون صفات

ابتدأت ثورة شعب، بكل مايليق بكلمة “ثورة”، وانتهت فاجعة للثوار وقد استولى بيرقراط المعارضة على الثورة، فكانت تحالفاتهم مزيجًا من “التبعية” و”الارتهان” ليضاف اليهما الفساد، والاخطر أن ماتنجزه الثورات في أيام، قد يطيح بعشرات من سنين الماضي،  فيما “أجهاض الثورات” يلغي عشرات السنين من المستقبل، والواقعية تستدعي القول أن ثورة السوريين أُجهضَت ومن يقول بغير ذلك أنما يحتكم للرغبات، فيما البحر يكذّب الغطّاس.

واليوم، حان وقت المقايضة، والواضح من الصورة أن من يقود “المقايضة” لابد ويكون التركي بدعم من الروسي وإسناد من الإيراني لتكون الجملة الأخيرة من الصيغة هي اجتثاث تضحيات شعب، شرّد نصفه، وتقاسمت السجون والمقابر نصفه الآخر، والصيغة التركية تعني فيما تعنيه مدّ النظام بشرعية، أقله انتزعتها الساحات من بين يديه، وهي تعني فيما تعنيه توطيد “شرعية القتل” ليعود القاتل كما لو لم يتلوث بالدماء، وهاهي تصريحات تشاويش اوغلو بداية الرقصة، وفي نهاياتها مصالحة أدروغان مع بشار الأسد، ومع المصالحة تطوى صفحات انتهاكات النظام، وتتحول القصة إلى :

ـ راحت على من راح.

راحت على من راح، بما يعني أن كل تضحيات ناس سوريا بلا معنى، وكل آلامهم بلا تعبير، وكل تطلعاتهم تبتلعها خطوط الرمال، وواضح أن الطبخة في نهاياتها، وليس بعيدًا ذلك اليوم االذي يقيم فيه رجب الطيب أردوغان صلاته في المسجد الاموي برفقة صديق الأمس بشار الأسد، وقد عادت المياه إلى مجاريها، في صفقة عنوانها:

ـ بيع الأكراد.

والبيع لابد وسيكون، وحين يكون سيأخذ طريقه على النحو التالي:

ـ بشار الأسد جاهز للبيع، ليس بيع الاكراد للاتراك فحسب، بل بيع أي قطعة مأهولة من سوريا مع سكّانها.

ـ وبتواطؤ روسي، والمقايضة ستكون، رأس الاكراد مقبل منافذ على البحر الأسود.

أما الإيرانيون فكيفما ذهبت الغيمة فخراجها لهم، وهم نصف حلفاء للأتراك، ونصف حلفاء للروس، ولهم اليد الطولى الممسكة برقبة بشار الأسد ونظامه.

البيع تم، والطبخة استوت، أما عن المعارضة السورية، فليس غريبًا عليها وعنها “البيع” فقد باتت متخصصة في بيع مالاتملك، فيما فقد السوريون قدرتهم على “معارضة المعارضة” في شتاتهم العجيب، وقد باتوا يبحثون عن حلّ أيّ حلّ، وبأية صيغة، فعمق الحفرة التي باتوا فيها لابد وتسد منافذ البحث سوى عن:

ـ الخروج من الحفرة.

الخروج حتى ولو اقتضى الأمر “وهم الخروج”، وفي واقع الأمر فالمصالحة مابين النظام والمعارضة لن تكون سوى وهم من اوهام الخروج، فلا حصة للمعتقلين من “الصفقة” ولا حصة للمهجرين من “الصفقة”، ولا عودة لملكيات من نهبت ممتلكاتهم، وكل مافي المصالحة هو:

ـ مصالحة معارضة عاجزة وفاسدة، مع نظام احترف الفساد، واعانه الحلفاء على قوّة هي وهم القوة، تفضحها أية صورة عابرة من صور “مستعمرة حميميم”، او “لطميات الملالي في سوق “اتفضلي ياست”.

سوريا وقد أضاعت الماضي، كذا الحال أضاعت أية بارقة امل للمستقبل.

الكلام بالغ القسوة، ومشكلة الحقائق أنها جارحة في جرح بليغ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى